languageFrançais

خبير عسكري واستراتيجي: الرد الإيراني كسر سردية التّفوق الجوي الصهيوني

استبعد الخبير العسكري والاستراتيجي الأردني الدكتور نضال أبوزيد أن يتحول التصعيد الحاصل الآن بين إيران وكيان الاحتلال الصهيوني إلى عمليات عسكرية شاملة أو حرب إقليمية "قد تكون غير محسوبة النتائج" وفق تقديره.

وقال أبوزيد في تصريح لموزاييك، اليوم السبت 14 جوان 2026، "لذلك يبدو أن هذا التصعيد الحاصل تريد منه إيران أن تكسب أوراقا تفاوضية اقوي، وتريد منه إسرائيل تجريد إيران من كل أوراقها التفاوضية".

ايران تتمكن من استعادة توازن القوة

وبين أبوزيد أن الرد الإيراني على العدوان الصهيوني خلال الـ 24 ساعة الماضية اكسب إيران مرونة دبلوماسية أكبر ومكنها من استعادة توازن القوة في ما يتعلق بالرد والرد المقابل.

واعتر أبوزيد أن كيان الاحتلال أراد من خلال العدوان الأخير تحقيق التفوق الجوي والردع، مضيفا انه حقق هذا التفوق لمدة سبع ساعات تقريبا بعد العدوان، الى حين استعادة إيران توازنها القيادي بعد ان استهدف العدوان سلسة القرار الإيراني.

وفسر أبوزيد استخدام إيران للصواريخ هذه المرة بدل الطائرات المسيرة، بأن الطائرات تحتاج من 9 الى 12 ساعة للوصول من إيران إلى الأراضي المحتلة، بينما تحتاج الصواريخ من ساعتين إلى 3 ساعات للوصول، معتبرا أن إيران اعتمدت على الصواريخ لتحقيق مبدأ السرعة في الرد حتى لا تعطي مجالا للكيان المحتل لتحقيق التفوق ولو كان ذلك بتصريحات إعلامية، وفق تقديره.

هذه أهداف إيران الاستراتيجية في الأراضي المحتلة

وقال أبوزيد إن إيران ركزت ضرباتها على مركز الثقل الاستراتيجي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي تل أبيب، بالإضافة إلى أهداف عالية القيمة مثل مطار نيفاتيم الذي يضم الطائرات f35، وبعض القواعد الجوية الأخرى.

وأضاف الخبير العسكري  الأردني قائلا " لكن يبدو أن إيران تمتلك بنك أهداف إستراتيجية أخرى تتعلق بمصانع البيترو - كيمياويات بحيفا ومصنع رافييل للتصنيع العسكري ومفاعل ديمونة النووي، لكن إيران تريد تحقيق مبدأ التناسب والتدرج في الرد حتى تتمكن من تحقيق مبدا العودة إلى طاولة المفاوضات بأوراق تفاوضية تجبر الجانب الأمريكي على صياغة تفاوضية وحل دبلوماسي يكون بمقاسات أمريكية إيرانية، وليس فقط بمقاسات أمريكية" على حد تعبيره.

الاحتلال اعتمد "شبكة العنكبوت الاوكراني" في استهداف طهران من داخل العمق الايراني

وبخصوص تفاصيل العدوان الصهيوني على إيران، أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي الأردني نضال أبوزيد، انه لم يكن عملية جوية بقدر ما كان عملية هجينة مركبة، "استخباراتية على الأرض بالتزامن مع قصف جوي، وهو ما يعيدنا إلى النموذج الأوكراني في استهداف العمق الروسي في  ما عرف بـ "شبكة العنكبوت" حيث قامت القوات الأوكرانية بإطلاق طائرات مسيرة من داخل العمق الروسي، ويبدو أن نفس السيناريو تم تكراره في العمق الإيراني، حيث تم زرع عملاء ومتفجرات وطائرات مسيرة داخل إيران، هذا البلد الذي يضم مساحة جغرافية كبيرة قد تواجه فيها الطائرات الصهيونية صعوبة كبيرة في المرور من غرب البلاد إلى شرقها، ليتم إقرار عملية مدمجة بين الاستخبارات على الأرض، والضربات الجوية، على مراحل، أولها  تجريد إيران من سلسلة القرار، ثم تجريدها من قدرات الدفاع الجوي والقدرات الصاروخية حتى لا تتمكن من الرد، ثم تجريدها من قدراتها النووية، ولكن يبدو أن إيران استبقت المرحلة الثانية ولم تعط مجالا للجانب الإسرائيلي لتجريدها من قدراتها الصاروخية وقامت مباشرة بالرد".

الحبيب وذان